الأحد، 10 أغسطس 2014

"ولكن شبه لهم" أثبات أن يهوذا هو المصلوب وليس المسيح (عليه السلام) من أنجيل متى في قراءة بين السطو



"ولكن شبه لهم"

أثبات أن يهوذا الأسخريوطي هو المصلوب وليس المسيح (عليه الصلاة السلام) من ألأناجيل في قراءة بين السطور
(وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً , بَل رَّفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ  وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا )  سورة النساء 157- 158
                                                                                      
بسم الله ألرحمن ألرحيم

بداية نحن نتفق مع المسيحيين أن أليهود أرادوا قتل عيسى( عليه السلام) وذلك لسبب تعاليمه – وان كنا نختلف معهم على ماهية هذه التعاليم التي أراد اليهود لأجلها التخلص منه, ونتفق معهم ايضا على أن واقعة الصلب حدثت تاريخيا ولكن على من وقع الصلب؟ هنا نقطة الخلاف . فهل نجح اليهود بقتل عيسى (عليه الصلاة والسلام)  أم لم ينجحوا؟
ألمسيحيون يؤمنون أن المسيح هو الذي صلب ونحن نؤمن أن المسيح لم يصلب وانما شخص آخر.
 وأنا شخصيا أقول أن  الذي صلب هو يهوذا ألأسخريوطي, وقولي أنه يهوذا ألأسخريوطي ليس من فراغ وانما هذه الحقيقة يمكن اثباتها وقراءتها فيما بين سطور ألأناجيل القانونية ألأربعة ألتي يقول لنا كتبتها ضمنيا وان لم يصرحوا بذلك أنهم يكتبون لنفي القاء شبه المسيح عليه السلام على شخص آخر. فهم لم يخبروا ان المسيح صلب في سياق روايتهم للأحداث وانما كتبوا بصيغة مفادها ان المسيح  هو لذي صلب وليس آخر وهذه الصيغة سنجدها واضحة كل الوضوح في الاناجيل.

من المعلوم تاريخيا أن القرآن لم يكن أول من قال بنجاة المسيح عليه السلام من الصلب وأنه شبه لهم.
فهناك خمسة عشر فرقة مسيحية قالت بذلك مثل: الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبارسكالونية والبولسية والماينسية، والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية والفلنطانيائية والهرمسيون

وبعض هذه الفرق ترجع الى القرن ألأول الميلادي: اذن هناك من كان يقول في القرن ألأول- في زمن كتابة الاناجيل ألأربعة - بعدم صلب المسيح وانما شخص آخر.
والسؤال هو: هل ألفت هذه ألأناجيل الاربعة "القانونية" للرد على ما كان شائعا ليقولوا أن المسيح هو الذي صلب وليس آخر؟؟؟
والسؤال الثاني: من هو هذا الشخص الذي القي عليه شبه المسيح فصلب مكانه؟
سندع ألأناجيل هي التي تجيب على هذه الاسئلة وسنجد انها تقدم لنا  الاجابة ضمنيا وليس تصريحا: أنها كتبت لهذا الغرض أي للرد على ما كان شائعا وتبين لنا ضمنيا هوية ذلك الشخص ألذي القي عليه الشبه وأنه: يهوذا ألأسخريوطي.



بداية وكمقدمة منطقية : أقول أن يهوذا ألأسخريوطي ما كان ليصلب وهو معلوم وظاهر للعيان أنه يهوذا بالتالي صلب يهوذا لا يتم الا بالقاء شبه المسيح عليه, لأن المسيح هو المستهدف بالقتل وليس يهوذا.
وسأثبت ان شاء الله ان الذي صلب يهوذا وليس المسيح  وسأبين ذلك بعدة طرق واجعل لهذا الأمر مدخلين مدخل تاريخي قصير ومدخل انجيلي مفصل وسنرى أن جميع هذه الطرق تؤدي الى نفس النتيجة: مما يعني أن النتيجة صحيحة مئة في المئة: لأنه اي فرضية تخضع لاختبارات مختلفة وتنجح فيها جميعا وتؤدي الى نفس النتيجة تكون من المنظور العلمي حقيقة لا يجادل فيها اثنان.
وسأستعرض نصوص ألأناجيل المتعلقة بالصلب والقيامة وأبين أنها ما ألفت الا لنفي القاء شبه المسيح على يهوذا وسأبين بطلان رواية ألأناجيل بهذا الخصوص من داخل ألأناجيل نفسها ان شاء الله ليتبين للجميع ان الحقيقة عكس ما تدعيه الاناجيل تماما.
أولا: أولا ألمدخل التاريخي:
1-             ان الفرق المسيحية ألاولى التي قالت بعدم صلب المسيح: لو ان هذه الفرق انكرت وقوع حادثة الصلب برمتها ,لاتفقنا جميعا على انها مخطئة , لأن الصلب حدث تاريخيا: اما وانها قالت بحدوث الواقعة ولكن بالقاء شبه المسيح على غيره فهذا القول لا يأتي من فراغ بل ان هذا الادعاء لا يخطر على بال أحد لو لم يكن حقيقة, وذلك لأن من صلب كان على هيأة المسيح تماما.
2-            أن هذه الحقيقة الخفية (حقيقة هوية المصلوب) لا بد انها صادرة عن  اشخاص مقربين من المسيح اشخاص علموا حقائق الأمور التي  خفيت عن غيرهم,  وهؤلاء المقربون هم تلاميذه وخاصته الذين أذاعوا أن الذي صلب هو الخائن يهوذا وليس المسيح والا لما ظهرت فرق تقول بالقاء شبه المسيح على غيره.

ثانيا: ألمدخل  الكتابي( الاناجيل ألأربعة):
يذكر لنا كاتب انجيل متى ما يلي:
{ انجيل متى إ 28} {ع 13  قائلين: «قولوا إن تلاميذه أتوا ليلا وسرقوه ونحن نيام.
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 14  وإذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين». }ـ
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 15  فأخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم.

والشاهد قوله" فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم" : الى يوم كتابة متى لانجيله كان شائعا أن تلاميذه سرقوا جثته وتناقل الناس هذه ألأشاعة, فماذا كانت ردة فعل التلاميذ على هذه الأشاعة؟ هل بقيوا صامتين؟ طبعا لا, اذن حينما يسمع التلاميذ بهذه الاشاعة التي تتهمهم بسرقة جثة المصلوب, لديهم احتمالان:

ألاحتمال ألأول: أن كان المصلوب هو المسيح وانه قام: بالتالي سيعلن التلاميذ أنه قام  لسببين:
ألسبب ألاول: لتكذيب أشاعة أنهم سرقوا جثته ولكن في هذه الحالة يجب ان يظهر للناس , وهذا لم يحدث: لأنه لو ظهر للناس لما بقيت اشاعة سرقة التلاميذ للجثة منتشرة الى يوم كتابة متى لأنجيله.
ألسبب الثاني: لضرورة اعلانهم عن قيامته: لأنهم من المفترض سيبشروا  بأن يسوع هو المسايا: وبالرغم من ان المسايا لا يقتل من قبل اعداءه سأفترض تنزلا انه يقتل ولكنه يقوم بالتالي يجب على التلاميذ أن يخبروا انه قام ان كان هو الذي صلب لأن القيامه هذه ستكون اساس دعوتهم فيما بعد أنه المسايا وانه قام من الموت.

ألاحتمال الثاني: ان كان المسيح لم يصلب وانما يهوذا: فسيقولوا –للرد على التهمة الموجهه لهم  - أن المصلوب  يهوذا وليس المسيح, وفي هذه الحالة على اليهود أن يثبتوا العكس باظهار يهوذا حيا أو اظهار الجثة التي في القبر أنها ليست ليهوذا وانما للمسيح . وهذا ألاتهام (أي اتهام ألكهنة للتلاميذ بسرقة الجثة) سبب آخر لأعلان التلاميذ أن المسيح لم يصلب وانما يهوذا وهذا دليل كتابي يؤكد صحة  ما تقدم .

راينا انه بحسب الاستدلال التاريخي والاستدلال الكتابي كان هناك سبب يدعوا التلاميذ لاعلان أن الذي صلب ليس المسيح.

وطبعا تناقل وانتشار القول بأن الذي صلب يهوذا وليس المسيح خلال الثلاث أيام التي أعقبت حادثة الصلب, صلب من ظنوا أنه المسيح, ذلك الشخص الذي سمع القاصي والدان عن معجزاته وتعاليمه, خبر كهذا سينتشر كانتشار النار في الهشيم وسيحدث ضجة كبيرة بين الناس ويسبب احراج كبير لرؤساء الكهنة الذين كانوا وراء محاولة قتله:

 وهنا أسأل: ما الذي يمكن أن يفعله كهنة اليهود حين يسمعوا هذا القول ينشر بين الناس ليكذبوا هذا الادعاء ويثبتوا أن الذي صلب هو المسيح وليس يهوذا ؟
هناك حلان وهما:
الحل ألاول: أن يستدعوا يهوذا الى الهيكل ليظهر أمام الناس ليسكتوا كل من يقول بوقوع شبه المسيح عليه وصلبه هو مكان المسيح.
الحل الثاني: أظهار وجود جثة المصلوب التي في القبر أنها للمسيح.


والحل الأول: هو الأسهل أي إظهار يهوذا حيا للناس: فان لم يجدوا يهوذا سيكون موقف الكهنة محرج جدا لأن اختفاءه سيؤكد انه هو الذي صلب.
ان لم يجدوا يهوذا يلجأوا للحل الثاني : وهو أن يظهروا للناس ان جثة المسيح هي التي في القبر لتكذيب إشاعة أن يهوذا هو الذي صلب

والسؤال الذي يطرح نفسه: اذا بادر الكهنة بالذهاب الى القبر ووجدوا ان جثة يهوذا هي التي في القبر فهل سيتركوها داخل القبر  أم سيخفوها؟ بل سيخفوها: وهذا يفسر لنا القبر الذي وجد فارغا في صباح يوم ألأحد.

في هذه الحالة لا يمكن للكهنة تكذيب الإشاعة لا بإظهار يهوذا للناس حيا ولا بإظهار جثة المصلوب التي أخفوها لأنها ليهوذا.

فما هو المخرج للكهنة مع أصرارهم أنهم قتلوا المسيح؟ ألآن أصبح عليهم أن يجدوا تبريرا لأختفاء يهوذا, وأن يجدوا تبريرا للقبر الفارغ.
ما هو التبرير الوحيد لأختفاء يهوذا وعدم امكانية ظهوره مجددا؟ طبعا موته
وما هو التبرير الوحيد لكون القبر فارغ؟ ادعاء أن احدا ما سرق الجثة وطبعا لا يمكن أن يتهم أحدا غير التلاميذ بذلك.

ألآن أسأل: هل نجد في الاناجيل محاولة  لتبرير أختفاء يهوذا وللقبر الفارغ مما يؤكد صحة المقدمة أم لا نجد؟ وهل هذا التبرير مقبول ام غير مقبول؟ وان كان غير مقبول فلماذا؟
فان وجدنا في الاناجيل محاولة لتبرير كلا الامرين وأثبتنا بطلانها بنصوص الكتاب نكون قد اكدنا النتيجة الى توصلنا اليها.

أما  لتبرير أختفاء يهوذا عن مسرح ألأحداث:
فنجد كاتب انجيل متى يذكر لنا محاولة تبرير كهنة اليهود لغياب يهوذا عن مسرح الاحداث  بأدعاءهم أن يهوذا انتحر وقتل نفسه:
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 3  حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 4  قائلا: «قد أخطأت إذ سلمت دما بريئا». فقالوا: «ماذا علينا؟ أنت أبصر!» }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 5  فطرح الفضة في الهيكل وانصرف ثم مضى وخنق نفسه. }ـ

(هنا نلاحظ أن هذه الواقعه المفترضة بين يهوذا والكهنة كانت في الهيكل بحسب ادعاء متى بالتالي هذه الرواية لن يعلم بها احد الا عن طريق الكهنة وهم المعنيون بايجاد الحل )
هذه الرواية التي وضعت لتبرير غياب يهوذا عن مسرح الاحداث غير مقبوله لخمس اسباب:

1_لو نظرنا في السياق الذي وردت فيه سيتضح لنا انها مفتعلة
لنقرأ السياق:
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 1  ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 2  فأوثقوه ومضوا به ودفعوه إلى بيلاطس البنطي الوالي. }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 3  حينئذ لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى رؤساء الكهنة والشيوخ }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 4  قائلا: «قد أخطأت إذ سلمت دما بريئا». فقالوا: «ماذا علينا؟ أنت أبصر!» }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 5  فطرح الفضة في الهيكل وانصرف ثم مضى وخنق نفسه. }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 6  فأخذ رؤساء الكهنة الفضة وقالوا: «لا يحل أن نلقيها في الخزانة لأنها ثمن دم». }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 7  فتشاوروا واشتروا بها حقل الفخاري مقبرة للغرباء. }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 8  لهذا سمي ذلك الحقل «حقل الدم» إلى هذا اليوم. }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 9  حينئذ تم ما قيل بإرميا النبي: «وأخذوا الثلاثين من الفضة ثمن المثمن الذي ثمنوه من بني إسرائيل }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 10  وأعطوها عن حقل الفخاري كما أمرني الرب». }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 11  فوقف يسوع أمام الوالي. فسأله الوالي: «أأنت ملك اليهود؟» فقال له يسوع: «أنت تقول». }ـ

بخصوص السياق نلاحظ أن ألأعداد من ثلاثة الى عشرة والتي تذكر ندم يهوذا وانتحارهلا تنسجم مع السياق الذي وردت فيه فلو ازلناها وقرأنا النص لاستقام النص:
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 1  ولما كان الصباح تشاور جميع رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب على يسوع حتى يقتلوه }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 2  فأوثقوه ومضوا به ودفعوه إلى بيلاطس البنطي الوالي. }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 11  فوقف يسوع أمام الوالي. فسأله الوالي: «أأنت ملك اليهود؟» فقال له يسوع: «أنت تقول». }ـ

2-كيف يقول  الكاتب في العدد رقم ثلاثة: لما رأى يهوذا الذي أسلمه أنه قد دين... في حين ان ادانته لم تكن قد صدرت بعد؟ فهل علم يهوذا مسبقا انه لا محالة سيدان ويصلب؟
3- وهل الندم ينسجم مع شخصية يهوذا حتى يرد الفضة التي من أجلها خان سيده وينتحر وكل هذا قبل أن يتم صلبه؟
4- ثم كيف مات يهوذا ؟ هل كما يخبرنا متى أم كما يخبرنا لوقا في سفر أعمال الرسل؟
ـ{ أعمال الرسل إ 1} {ع 18  فإن هذا اقتنى حقلا من أجرة الظلم وإذ سقط على وجهه انشق من الوسط فانسكبت أحشاؤه كلها. }ـ 
5- أن رؤساء الكهنة والشيوخ في تلك الساعة لم يكونوا موجودين في الهيكل أصلا, لأنهم كانوا مشغولين بمحاكمة من ارادوا ان يتخلصوا منه

اذن الرواية لا تتناسب مع السياق. فلماذا اضافة هذه الرواية في هذا المكان تحديدا: أي بعد القبض المفترض على يسوع والمحاكمة أمام كهنة اليهود وقبل الصلب وجود القبر فارغ؟
الجواب ليقول لنا الكاتب: أن يهوذا أختفى لأنه كان قد شنق نفسه وهو لم يفعل ذلك الا بعد القبض على يسوع ومحاكمته أمام الكهنة, بالتالي ليس يهوذا من صلب وانما يسوع.
ووضع رواية انتحار يهوذا في هذا الموضع تحديدا يؤكد لنا أنه تم البحث عن يهوذا قبل صباح يوم ألأحد الذي وجد فيه القبر فارغا وانه لم يتم العثور عليه مما استدعى ذهاب الكهنة الى القبر.


ربما يقول قائل أن كاتب انجيل متى لم يعنى بترتيب الاحداث لذلك ذكر رواية ندم يهوذا وشنقه لنفسه في هذا الموضع
للرد أقول:
1-   أن هذا لا يجوز في الوحي الالهي لأنه يدعو للشك بهذا الوحي
2-    أن الكاتب لو لم يتعمد وضع الرواية في ذلك المكان تحديدا, لقال انه ندم بعد أن رأى أنه قد صلب وليس بعد "أن راى انه قد دين". فواضح جدا ان الكاتب تعمد ذكر هذه الرواية في هذا المكان تحديدا لتبرير غياب يهوذا لأنه لن يكون موجودا في يوم ألأحد الذي وجد فيه القبر فارغا

اذن بحسب النتيجة التي توصلنا اليها سابقا بأن يهوذا هو المصلوب ,كان على الكهنة  ايجاد مبرر لغياب يهوذا عن مسرح الأحداث مع علمهم أنه لن يظهر مجددا , ووجدنا فعلا كما نقل لنا متى ,محاولة تبرير الكهنة لغياب يهوذا وبأنه مات شنقا ,وبينا بطلان هذا المبرر مما يؤكد صحة النتيجة.
وهناك الملاحظة التالية: أن الكهنة لم يحاولوا تبرير غياب يهوذا عن مسرح الاحداث بأي شكل آخر الا بادعاء انتحاره مما يؤكد أنهم كانوا يعلمون ان يهوذا لن يظهر مجددا لأنه هو المصلوب.


ألآن نذهب للنقطة الثانية وهي: محاولة تبرير القبر الفارغ:
 بحسب ألنتيجة السابقه كنت قد قلت: أنه كان على الكهنة تبرير القبر الفارغ بعد أن أخفوا جثة يهوذا . والادعاء الوحيد المحتمل هو الادعاء أن تلاميذه سرقوا جثته:

ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 13  قائلين: «قولوا إن تلاميذه أتوا ليلا وسرقوه ونحن نيام.
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 14  وإذا سمع ذلك عند الوالي فنحن نستعطفه ونجعلكم مطمئنين». }ـ
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 15  فأخذوا الفضة وفعلوا كما علموهم فشاع هذا القول عند اليهود إلى هذا اليوم.
سبب انتشار هذه الاشاعة طبعا أن القبر كان مفتوحا وفارغا  وأن الناس لا بد شاهدوا القبر المفتوح الفارغ وألا لما انتشرت اشاعة السرقة وصدقها الناس ان لم  يشاهدوا القبر الفارغ.
 والسؤال : لماذا يذهب الناس الى القبر لمشاهدته؟
الجواب: لأنهم لم يروا يهوذا حيا لتكذيب القول بصلبه بدل المسيح لهذا ذهبوا الى القبر فوجدوه فارغا ولهذا صدقوا ما أشاعه الكهنة أن تلاميذه أتوا ليلا وسرقوه.
وهذا يعني انه لو كان يهوذا حيا لما ذهبوا الى القبر. لأن الذهاب الى القبر لمشاهدة جثة المصلوب لا يكون الا اذا تعذر ايجاد يهوذا: وهذا يفسر لنا لماذا وضع كاتب أنجيل متى رواية انتحار يهوذا في ذلك السياق كما رأينا.

وهنا نجد في انجيل متى دليل صحة النتيجة , وهو أن الكهنة يجب أن يشيعوا هذا الادعاء (ادعاء أن تلاميذه سرقوا جثته) لأنهم أضطروا لاخفاء جثة يهوذا التي وجدوها في القبر  .

وربما يقول قائل: أنهم ذهبوا الى القبر لأنهم سمعوا أن المصلوب قام من الموت, لذلك ذهبوا الى القبر ليروا هل الجثة في داخل القبر أم لا.
للرد أقول: أولا: أن وجود القبر فارغا لا يستثني أحتمال السرقة. ولا يؤكد خبر القيام . لأن خبر القيام المزعوم لا يثبت الا بظهور من قام من الموت وليس بمشاهدة القبر الفارغ. ثانيا: أن ذهابهم الى القبر يؤكد عدم ظهور من قام لهم والا لما صدقوا خبر السرقة الى يوم كتابة متى انجيله. وهذا يعني أن لا أحد في ذلك الزمان قال بقيامة المصلوب . ثالثا: على أفتراض أن من صلب هو المسيح وانه قام من الموت اذن لماذا لم يظهر لليهود ليكذب اشاعة السرقة؟ لاسيما أن الصلب والقيام من الموت تترتب عليه عقيدة وهو أساس الايمان المسيحي! الذي سيدعوا اليه التلاميذ فيما بعد.

ألآن بالمقابل, ربما يقول قائل: لماذا افترضت أنت يا ابا سهيل أنه من اجل تكذيب قول التلاميذ ان الذي صلب يهوذا وليس المسيح - لماذا افترضت ضرورة ظهور يهوذا للناس حيا وليس ظهور المسيح للناس واخباره لهم أنه لم يصلب؟
فاقول: أولا: أن المسيح ليس مطالبا ان يظهر لغير المؤمنين به لأنه كان قد اقام عليهم الحجج الكثيرة قبل ذلك ولم يؤمنوا فظهوره لغير المؤمنين لن يغير فيهم شيئا.  ثانيا: أنه كان لديهم بديلا للتأكد من صحة عدم صلبه هو وانما صلب يهوذا وذلك أن يتأكدوا من ان يهوذا حيا . والكن لعكس غير صحيح: بمعنى أنه لو كان قد قام من الموت فليس هناك طريق آخر للتاكد من قيامته من الموت الا بظهوره هو لهم بعد القيامة وهذا كما بينا لم يحصل. ثالثا: أن عدم ظهوره هو لهم وقوله لهم انه لم يصلب لا تترتب عليه عقيدة,أما العكس صحيح اي ان القيامة تترتب عليها عقيدة لقول بولس: ان لن يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم.
وفي هذه النقطة وحدها دليل على أن المسيح لم يصلب وانما يهوذا. 

ما يهمنا في هذه الرواية ( رواية سرقة الجثة ) ما يلي:
 أولا: أن هذا الادعاء (ان تلاميذه سرقوا الجثة) أيضا صادر عن كهنة اليهود مما يؤكد الفرضية.
 ثانيا: أن هذا كان القول الشائع عند اليهود الغير مؤمنين بالمسيح الى يوم كتابة متى أنجيله.

السؤال الذي يطرح نفسه هو: ما الذي كان شائعا بين المؤمنين بالمسيح؟
اذا علمنا أن القول بصلب وقيامة المسيح لم ينتشر الا بعد انتشار فكر بولس وكتابة ألأناجيل ألأربعة بعد ذلك ما بين سنة ستين و تسعين ميلادية.
اذن ما الذي كان شائعا بين المؤمنين بالمسيح من  لحظة رفع المسيح الى يوم كتابة ألأناجيل؟
أقول: ان الذي كان شائعا بين المؤمنين هو أن الذي صلب يهوذا وليس المسيح لذلك كتبت هذه الاناجيل لتدعي العكس وهو ان الذي صلب هو المسيح وليس يهوذا وهذه الحقيقة ظاهرة في قراءة ما بين السطور.

ألآن:  وبما أن كاتب أنجيل متى يكتب ليقول أن الذي صلب هو المسيح وليس يهوذا وللرد على ما كان شائعا عند اليهود من أن تلاميذه أتوا ليلا وسرقوه أخترع رواية حراسة القبر ليقول أن جثة المصلوب  لم تسرق وانما قام من الموت: فاذا أثبتنا أن ألرواية ملفقة حينئذ تثبت فرضيتنا بأدلة أخرى:

طلب الكهنة من بيلاطس ضبط القبر بحسب رواية متى
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 62  وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 63  قائلين: «يا سيد قد تذكرنا أن ذلك المضل قال وهو حي: إني بعد ثلاثة أيام أقوم. }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 64  فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلا ويسرقوه ويقولوا للشعب إنه قام من الأموات فتكون الضلالة الأخيرة أشر من الأولى!» }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 65  فقال لهم بيلاطس: «عندكم حراس. اذهبوا واضبطوه كما تعلمون». }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 66  فمضوا وضبطوا القبر بالحراس وختموا الحجر. }ـ
نلاحظ: سذاجة كاتب انجيل متى بقوله وختموا الحجر: وكأنه يعترف لنا انه يخترع هذه الرواية للقول أن جثة من كان في داخل القبر لم تسرق والدليل الحراسة والختم الذي على الحجر!!

رواية ضبط القبر مفبركة وذلك للاسباب التالية:
1- كيف يذهب الكهنة الى بيلاطس يوم السبت  الذي لا يجوز به العمل وهو في نفس الوقت أول أيام عيد الفصح الذي لا يجوز العمل العمل به كذلك :ولأنه اجتمع السبت الاسبوعي مع اول ايام الفصح :لذلك وصفه كاتب انجيل يوحنا (ا19ع31) انه كان سبتا عظيما فكيف يذهبون الى بيلاطس في مثل هذا السبت في حين أنهم بحسب ما جاء في انجيل يوحنا لم يدخلوا دار الولاية في يوم الاستعداد يوم الجمعة – حتى لا يتنجسوا
ـ{ انجيل يوحنا إ 18} {ع 28  ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية وكان صبح. ولم يدخلوا هم إلى دار الولاية لكي لا يتنجسوا فيأكلون الفصح. }ـ

2- الدليل الثاني على ان رواية ضبط القبر مفبركة: من أين علم أليهود أنه قال أنه سيقوم من الموت بعد ثلاثة ايام؟ رواية أنقضوا هذا الهيكل وأنا اقيمه في ثلاثة أيام ان صحت فلم يفهم منها اليهود انه كان يتكلم عن نفسه:
ـ{ انجيل يوحنا إ 2} {ع 19  أجاب يسوع: «انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه». }ـ
ـ{ انجيل يوحنا إ 2} {ع 20  فقال اليهود: «في ست وأربعين سنة بني هذا الهيكل أفأنت في ثلاثة أيام تقيمه؟» }ـ
ـ{ انجيل يوحنا إ 2} {ع 21  وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده. }ـ
اذن اليهود فهموا انه يتكلم عن الهيكل الذي بني في ست وأربعين سنة, أما قول الكاتب "اما هو فكان يقول عن هيكل جسده" فهذا تفسير الكاتب وليس كلام يسوع لليهود.
والدليل الآخر على انهم فهموا انه يتكلم عن الهيكل: قول اليهود للمصلوب المعلق على الصليب
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 40  قائلين: «يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام خلص نفسك! إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب!». }ـ
ـ{ انجيل مرقص إ 15} {ع 29  وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين: «آه يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام! }ـ
ثم ان تلاميذه بحسب يوحنا نفسه الذي اورد هذا النص يقول: ان تلاميذه لم يعلموا انه قال هذا عن نفسه الا بعد القيامة المزعومة :اي انهم هم ايضا لم يفهموا ما قاله(يوحنا ا2 ع19-22 )
 اذن لا اليهود ولا التلاميذ فهموا انه يقصد جسده , فيبقى السؤال قائم : اين سمع الكهنة منه انه قال انه سيقوم ليذهبوا ويطلبوا حراسة القبر؟ الجواب: لم يسمعوا ذلك من احد بالتالي ينتفي سبب طلب ضبط القبر . من هنا يتبين ان كاتب انجيل متى الف رواية ضبط القبر لينفي سرقة جثة المصلوب.
ثم ما هذه الصدفة العجيبة :
1- أن يفترض الكهنة أن تلاميذه سيأتون ليلا ويسرقوه ونجد أن هذا الادعاء سيصدر من الكهنة أنفسهم فيما بعد بحسب رواية نفس المؤلف(متى)
2- وأيضا يفترضوا أن تلاميذه سيقولون بقيامته من الموت!ثم نجد التلاميذ بحسب الاناجيل قد ادعوا ذلك فعلا!!! ,' وطبعا افتراض الكهنة ان تلميذه يمكن ان يسرقوا الجثة ويدعوا قيامته هذا الافتراض ما كان ليخطر ببال الكهنة اصلا, وما وضع كاتب ألأنجيل ذلك على لسان الكهنة في هذه الرواية التي ألفها, الا لأنه يريد أن يمهد للقول بقيامة ألمصلوب من ألموت ونفي سرقة جثته لأن هذا هو هدفه ,فهو يكتب لهدف في نفسه.

الدليل الثالث على عدم صحة رواية ضبط القبر:
 أنه فقط بحسب متى كان القبر مغلقا وعليه حراسة فخالف بهذا الاناجيل الاخرى التي تقول أن القبر كان مفتوحا حين حضر ألنسوة ولم يذكروا الحراسة
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 1  وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. }ـ
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 2  وإذا زلزلة عظيمة حدثت لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. }ـ
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 3  وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. }ـ
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 4  فمن خوفه ارتعد الحراس وصاروا كأموات. }ـ
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 5  فقال الملاك للمرأتين: «لا تخافا أنتما فإني أعلم أنكما تطلبان يسوع المصلوب. }ـ
بحسب الاناجيل الثلاثة الاخرى القبر كان مفتوحا وفارغا:
ـ{ انجيل مرقص إ 16} {ع 1  وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطا ليأتين ويدهنه. }ـ
ـ{ انجيل مرقص إ 16} {ع 2  وباكرا جدا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس. }ـ
ـ{ انجيل مرقص إ 16} {ع 3  وكن يقلن فيما بينهن: «من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟» }ـ
ـ{ انجيل مرقص إ 16} {ع 4  فتطلعن ورأين أن الحجر قد دحرج! لأنه كان عظيما جدا. }ـ

ـ{ انجيل لوقا إ 24} {ع 1  ثم في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهن أناس. }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 24} {ع 2  فوجدن الحجر مدحرجا عن القبر
ـ{ انجيل لوقا إ 24} {ع 3  فدخلن ولم يجدن جسد الرب يسوع. }ـ

ـ{ انجيل يوحنا إ 20} {ع 1  وفي أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرا والظلام باق. فنظرت الحجر مرفوعا عن القبر. }ـ

النتيجة التي نخلص اليها أن رواية ضبط القبر (حراسته و ختم الحجر)  ملفقة للقول أن جثة المصلوب لم تسرق وذلك لسبب الحراسة وأنه لم يفتح الا بحضور ألنسوة (الشهود) وللقول بقيامة المصلوب من الموت والقبر مغلقا. هذا يعني ضمنيا أن كاتب أنجيل متى يعلم أن القبر المفتوح يؤكد  سرقة جثة المصلوب وأن القيامة من الموت لا تستدعي فتح القبر وأنها لا تكون الا والقبر مغلق وهو بهذا يؤكد الفرضية التي قدمتها وهي أن جثة المصلوب سرقت.


والآن وقبل أن أكمل اريد أن أعود مرة أخرى للنتائج التي ترتبت على أفتراض أن يهوذا هو الذي صلب وسرقت جثته وليس المسيح:
كنت قد قلت أن كهنة اليهود سيبادروا بالذهاب الى القبر للتأكد من شخصية المدفون وقد كانوا  متاكدين أنها صحيحة وأنه أسقط بهم. لماذا؟

للاجابة أسأل: أن كان يهوذا الذي قبض عليه ثم حوكم على أنه المسيح فهل من المعقول ألا يحاول الدفاع عن نفسه يأن ينفي  أنه المسيح أم لا؟ [5]
 طبعا سينكر. اذن يهوذا كان ينكر أنه المسيح والكهنة كانوا معذورين بعدم تصديقهم له وانكاره انه المسيح وانما يهوذا يفسر لنا لماذا تعاملوا معه بطريقة مهينة
فهم ظنوا أنه يحاول خداعهم لينجوا من القتل أو أنه قد جن, لذلك البسه هيرودس ثوب المشعوذين (الثوب ألأبيض البراق) لو أ23ع11) – وانكاره لنفسه في لحظة القبض عليه يفسر لنا لماذا هرب التلاميذ - وكل هذا ما كان ليحصل لو أن المقبوض عليه هو المسيح صاحب الشخصية التي يمكننا جميعا تخيلها, الشخصية التي تليق بنبي كريم
 بل أن كل تلك السخرية من المقبوض عليه حصلت لأن من هو بالظاهر يسوع كان ينكر أنه يسوع من هنا نفهم لماذا لم يتردد الكهنة بالذهاب الى القبر وذلك لأن اشاعة ان المصلوب يهوذا ذكرهم بان المقبوض عليه كان يدعي ذلك ايضا وتذكروا شخصية المقبوض عليه الصاغرة التي كانت سبب سخريتهم منه كل هذا جعلهم يسرعوا بالذهاب الى القبر.

لنقرا كيف تصرفوا مع المقبوض عليه:

ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 27  فأخذ عسكر الوالي يسوع إلى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 28  فعروه وألبسوه رداء قرمزيا }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 29  وضفروا إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه وقصبة في يمينه. وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين: «السلام يا ملك اليهود!» }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 30  وبصقوا عليه وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه. }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 31  وبعد ما استهزأوا به نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه ومضوا به للصلب. }ـ

ـ{ انجيل مرقص إ 14} {ع 65  فابتدأ قوم يبصقون عليه ويغطون وجهه ويلكمونه ويقولون له: «تنبأ». وكان الخدام يلطمونه. }

ـ{ انجيل لوقا إ 23} {ع 11  فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به وألبسه لباسا لامعا ورده إلى بيلاطس. }ـ

نلاحظ أن هيرودس البسه لباسا لامعا وهو اللباس ألأبيض الذي يلبسه المشعوذون فلماذا يفعل ذلك ؟ الجواب: لأنه اراد ان يرى منه آية فلما لم يفعل ذلك بل وانكر ان يكون هو يسوع ظن هيرودس ان الآيات التي سمع انه فعلها كانت شعوذة (لوقا أ23 ع8-11)
ـ{ انجيل لوقا إ 23} {ع 8  وأما هيرودس فلما رأى يسوع فرح جدا لأنه كان يريد من زمان طويل أن يراه لسماعه عنه أشياء كثيرة وترجى أن يراه يصنع آية.
ـ{ انجيل لوقا إ 23} {ع 9  وسأله بكلام كثير فلم يجبه بشيء. }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 23} {ع 10  ووقف رؤساء الكهنة والكتبة يشتكون عليه باشتداد }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 23} {ع 11  فاحتقره هيرودس مع عسكره واستهزأ به وألبسه لباسا لامعا [3] ورده إلى بيلاطس. }ـ


ألآن نتابع الموضوع:
وبما أن كتبة ألأناجيل كتبوا ليقولوا أن يسوع هو الذي صلب وقام من الموت وليس يهوذا الذي سرقت جثته فمن البديهي:
أولا: أن يضعوا  في اناجيلهم المؤلفة لهذا الغرض على فم المسيح قوله لتلاميذه أنه سيصلب ويقوم في اليوم الثالث.
ثانيا: أن يضعوا يهوذا في نفس المشهد عند القبض على المسيح للقول أنه ليس يهوذا من قبض عليه وصلب
ثالثا: أن يضعوا على لسان المقبوض عليه أعترافه أنه المسيح: وأن يوجهوا السؤال على لسان من كانوا يحاكمون المقبوض عليه أن كان هو المسيح فيقول نعم . بالتالي يؤكدوا أن من قبض عليه وحوكم وصلب ومات هو المسيح وليس يهوذا وذلك لاعترافه بفمه انه المسيح.
رابعا: أن يأتوا بشهود على قيامته من الموت لذلك  يرسلوا نسوة الى القبر ليسمعن شهادة الملائكة بقيامته من الموت .
خامسا: أن يظهروا أن المسيح هو الذي صلب وقام من الموت وذلك لأن أثر المسامير كان في يديه

الآن أذا أثبتنا عدم صحة الأدعاءات السابقة نكون قد اثبتنا بأدلة أخرى صحة فرضيتنا:

أولا: وضعهم على لسان المسيح قوله لتلاميذه  أنه سيصلب ويقوم في اليوم الثالث
يضع كتبة ألأناجيل ألازائية الثلاثة عدة مرات على لسان يسوع أخباره لتلاميذه أنه سيصلب ويقوم من الموت في اليوم الثالث, فيؤكد لنا كاتب أنجيل متى أنهم فهموا قوله لذلك صدقوا خبر القيام في حين أن كاتب أنجيل لوقا يؤكد أنهم لم يفهموا كلامه وأنه كان مخفيا عنهم لكي لا يفهموه لذلك لم يصدقوا خبر القيام.
لنقرأ ما جاء بهذا الخصوص:
ـ{ انجيل متى إ 16} {ع 21  من ذلك الوقت ابتدأ يسوع يظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب إلى أورشليم ويتألم كثيرا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم. }ـ
ـ{ انجيل متى إ 16} {ع 22  فأخذه بطرس إليه وابتدأ ينتهره قائلا: «حاشاك يا رب! لا يكون لك هذا!» }ـ
ـ{ انجيل متى إ 17} {ع 22  وفيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع: «ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدي الناس }ـ
ـ{ انجيل متى إ 17} {ع 23  فيقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم». فحزنوا جدا.
ـ{ انجيل متى إ 20} {ع 18  «ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الإنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت }ـ
ـ{ انجيل متى إ 20} {ع 19  ويسلمونه إلى الأمم لكي يهزأوا به ويجلدوه ويصلبوه وفي اليوم الثالث يقوم». }ـ
ـ{ انجيل متى إ 26} {ع 2  «تعلمون أنه بعد يومين يكون الفصح وابن الإنسان يسلم ليصلب». }ـ
 نلاحظ أن متى نقل هذا الاخبار اربع مرات ولم يذكر عدم فهمهم بل العكس فهو يؤكد انهم فهموا ولذلك صدقوا خبر القيام وذهبوا الى الجليل للقاءه هناك حينما اخبروا من قبل النسوة أنه قام:
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 7  واذهبا سريعا قولا لتلاميذه إنه قد قام من الأموات. ها هو يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه. ها أنا قد قلت لكما». }ـ
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 8  فخرجتا سريعا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه. }ـ
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 9  وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال: «سلام لكما». فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له. }ـ
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 10  فقال لهما يسوع: «لا تخافا. اذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني». }ـ
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 16  وأما الأحد عشر تلميذا فانطلقوا إلى الجليل إلى الجبل حيث أمرهم يسوع. }ـ
سؤال: بما ان التلاميذ حسب متى كانوا يفهمون ما قاله عن صلبه وقيامته وصدقوا خبر القيام وذهبوا الى الجليل بدون تردد, اذن لماذا لم يذهبوا الى القبر لانتظار قيامته؟ والجواب: هو انهم بحسب متى كانوا متهمين بسرقة جثته فاراد كاتب انجيل متى أن يبقيهم بعيدين عن مسرح الجريمة.
أما في انجيل لوقا فهو يؤكد لنا انهم لم يفهموا خبر صلبه وقيامته بعكس متى تماما ولذلك لم يصدقوا أنه قام

ـ{ انجيل لوقا إ 9} {ع 22  قائلا: «إنه ينبغي أن ابن الإنسان يتألم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل وفي اليوم الثالث يقوم». }ـ

ـ{ انجيل لوقا إ 9} {ع 44  «ضعوا أنتم هذا الكلام في آذانكم: إن ابن الإنسان سوف يسلم إلى أيدي الناس». }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 9} {ع 45  وأما هم فلم يفهموا هذا القول وكان مخفى عنهم لكي لا يفهموه وخافوا أن يسألوه عن هذا القول. }ـ
ويذكر لوقا الخبر مرة أخرى مؤكدا أنهم لم يفهموا وأن ألأمر كان مخفيا عنهم, فيقول:
ـ{ انجيل لوقا إ 18} {ع 31  وأخذ الاثني عشر وقال لهم: «ها نحن صاعدون إلى أورشليم وسيتم كل ما هو مكتوب بالأنبياء عن ابن الإنسان }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 18} {ع 32  لأنه يسلم إلى الأمم ويستهزأ به ويشتم ويتفل عليه }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 18} {ع 33  ويجلدونه ويقتلونه وفي اليوم الثالث يقوم». }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 18} {ع 34  وأما هم فلم يفهموا من ذلك شيئا وكان هذا الأمر مخفى عنهم ولم يعلموا ما قيل. }
لذلك نجدهم بحسب لوقا لم يصدقوا أنه قام حتى عندما ظهر بنفسه لهم: فظنوا أنه شبح:
ـ{ انجيل لوقا إ 24} {ع 36  وفيما هم يتكلمون بهذا وقف يسوع نفسه في وسطهم وقال لهم: «سلام لكم!» }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 24} {ع 37  فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحا. }ـ
حتى أنه أضطر أن يأكل أمامهم ليثبت لهم أنه ليس شبحا:
ـ{ انجيل لوقا إ 24} {ع 41  وبينما هم غير مصدقين  من الفرح ومتعجبون قال لهم: «أعندكم ههنا طعام؟» }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 24} {ع 42  فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل. }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 24} {ع 43  فأخذ وأكل قدامهم. }ـ

ويخبرنا لوقا أنه بعد القيامة فتح ذهنهم ليفهوا ما كان قد قاله لهم:
ـ{ انجيل لوقا إ 24} {ع 44  وقال لهم: «هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير». }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 24} {ع 45  حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب. }ـ
سؤال: اذا كان ألأمر مخفيا عنهم ولم يفهموه بحسب لوقا,الا بعدما فتح ذهنهم ليفهموا ذلك بعد القيامة:اذن لماذا يوبخهم - بحسب مرقص - على عدم تصديقهم لمن أخبر أنه قام؟
ـ{ انجيل مرقص إ 16} {ع 14  أخيرا ظهر للأحد عشر وهم متكئون ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام. }ـ
أذن  كان من المفروض أن يصدقوا والا لما وبخهم. فأي الروايات هي الصحيحة؟      

 رأينا كيف أن كتبة ألأناجيل الأزائية وضعوا على لسان المسيح قوله انه سيصلب ويقوم من الموت ثم يفاجئنا كاتب انجيل يوحنا - الذي لم يذكر اخبار يسوع لتلاميذه مسبقا ولا مرة  واحدة انه سيصلب ويقوم - يفاجئنا بتبريره عدم تصديق تلاميذه خبر قيامته المزعزمة من الموت أنهم لم يكونوا يعرفون ما جاء بهذا الخصوص في نبوءات الكتاب وهو بهذا يسقط ما ادعاه وكرره كتبة الاناجيل الازائية الثلاثة:
ـ{ انجيل يوحنا إ 20} {ع 9  لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب: أنه ينبغي أن يقوم من الأموات.


والسؤال الذي يطرح نفسه هو: اذا كان يسوع لم يخبر تلاميذه بأنه سيصلب ويقوم بالتالي لماذا يختلق كتبة ألأناجيل الازائية هذا الخبر؟
والجواب واضح : وهو أنهم يريدون أن يقولوا أن يسوع هو الذي صلب وليس يهوذا  بدليل أنه أخبر بنفسه عن ذلك. من هنا يتبين لنا أن العكس هو الصحيح

ألأدلة المنطقية على أن يسوع لم يخبر تلاميذه أنه سيصلب ويقوم:
1: هل ترتب على اخباره لهم أي فائده لهم مثلا: حتى ينتظروا قيامته أو حتى ليصدقوها؟ لا لم يحصل فهم لم ينتظروا قيامته كما رأينا, بل لم يصدقوا الخبر بالتالي لا حاجة لأن يخبرهم عن ذلك مسبقا
2: أنه لو كان قد جاء ليصلب ويموت بدون قيامة لكان اخباره وتكراره ذلك لتلاميذه مبررا, اما وقد كان سيقوم من الموت في اليوم الثالث وهو يعلم أن تلاميذه لن يفهموا قوله الا بعد القيامة وظهوره لهم وبرهنته لهم انه قام اذن لم يكن هناك داع لاخبارهم مسبقا .

اذن لم يكن هناك داع لاخبارهم لاسيما أن ظهوره بنفسه لهم بعد الصلب والقيامة المزعومة دليل كاف قام من الموت.
3: . أن هذا الخبر تكرر وبصوره تدعوا للشك وبدون مناسبة مما يوضح النية الحقيقية للكتبة: وهي انهم يريدوا أن يقنعوا القاريء البسيط أن الذي صلب هو يسوع بدليل انه اخبر مسبقا عن ذلك.

النقطة الثانية: بما أن كتبة ألأناجيل كتبوا ليقولوا أن المسيح هو الذي صلب وقام من الموت وليس يهوذا الذي سرقت جثته فمن البديهي:
أنهم يضعوا يهوذا في نفس مشهد القبض على من سيحاكم بعد ذلك ويصلب للقول أنه  المسيح وليس يهوذا من قبض عليه وصلب
القبلة علامة الدلالة على شخص يسوع ؟
ـ{ انجيل متى إ 26} {ع 48  والذي أسلمه أعطاهم علامة قائلا: «الذي أقبله هو هو. أمسكوه». }ـ
ـ{ انجيل مرقص إ 14} {ع 44  وكان مسلمه قد أعطاهم علامة قائلا: «الذي أقبله هو هو. أمسكوه وامضوا به بحرص». }ـ
السؤال: ألم يكن رؤساء الكهنة والشيوخ وقواد جند الهيكل الذين جاؤوا للقبض عليه يعرفونه ليحتاجوا من يعرفهم به؟ الجواب:بل كانوا يعرفونه جيدا كما يخبرنا لوقا
ـ{ انجيل لوقا إ 22} {ع 52  ثم قال يسوع لرؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل والشيوخ المقبلين عليه: «كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي! }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 22} {ع 53  إذ كنت معكم كل يوم في الهيكل لم تمدوا علي الأيادي. ولكن هذه ساعتكم وسلطان الظلمة». }ـ


وبما أن لوقا أخبر ان من جاء للقبض عليه رؤساء الكهنة وقواد جند الهيكل الذين كانوا يعرفونه جيدا لذلك ذكر القبلة ولكنه لم يجعلها علامة للدلالة على شخصه:
ـ{ انجيل لوقا إ 22} {ع 47  وبينما هو يتكلم إذا جمع والذي يدعى يهوذا - أحد الاثني عشر - يتقدمهم فدنا من يسوع ليقبله. }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 22} {ع 48  فقال له يسوع: «يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟» }ـ

اذن علمنا أن لا حاجة لهذه القبلة بالتالي لماذا اختلق كاتب الانجيل هذا الامر؟
الجواب: ليتم القبض على يسوع بحضور يهوذا لنفي القاء شبه يسوع على يهوذا لأن كلاهما كان حاضرا في المشهد

وأما كاتب انجيل يوحنا: فقد سلك مسلكا آخر كليا ليقول أن الذي قبض عليه هو يسوع وذلك بأن جعل يسوع يعلن عن نفسه مرتين ليؤكد لنا أن الذي قبض عليه يسوع وليس يهوذا بدليل انهم قبضوا على من اعلن عن نفسه مرتين أنه يسوع:
ـ{ انجيل يوحنا إ 18} {ع 4  فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم: «من تطلبون؟»
ـ{ انجيل يوحنا إ 18} {ع 5  أجابوه: «يسوع الناصري». قال لهم: «أنا هو». وكان يهوذا مسلمه أيضا واقفا معهم. }ـ
ـ{ انجيل يوحنا إ 18} {ع 6  فلما قال لهم: «إني أنا هو» رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض. }ـ
ـ{ انجيل يوحنا إ 18} {ع 7  فسألهم أيضا: «من تطلبون؟» فقالوا: «يسوع الناصري».
ـ{ انجيل يوحنا إ 18} {ع 8  أجاب: «قد قلت لكم إني أنا هو. فإن كنتم تطلبونني فدعوا هؤلاء يذهبون». }ـ
ولاحظ قوله في العدد 5 : وكان يهوذا مسلمه أيضا واقفا معهم  : وأسأل: ما الفائدة المرجوة من هذه المعلومة؟ ألجواب: أن كتبة ألأناجيل تعمدوا اظهار يهوذا والمسيح في نفس المشهد  ليخبرونا أن يهوذا كان حاضرا في المشهد وليس غائبا: لينفوا القاء شبه المسيح على يهوذا لأنهم لهذا يكتبون.

ثالثا: وبما أن كتبة ألأناجيل كتبوا ليقولوا أن المسيح هو الذي صلب وليس يهوذا الذي سرقت جثته فمن البديهي:
 وأن يوجهوا السؤال على لسان من كانوا يحاكمون المقبوض عليه أن كان هو المسيح فيجيب بنعم . بالتالي يؤكدوا أن من قبض عليه وحوكم هو الذي صلب ومات وأنه ليس يهوذا وذلك لاعترافه بفمه انه المسيح.
ـ{ انجيل متى إ 26} {ع 63  وأما يسوع فكان ساكتا. فسأله رئيس الكهنة: «أستحلفك بالله الحي أن تقول لنا: هل أنت المسيح ابن الله؟»
ـ{ انجيل متى إ 26} {ع 64  قال له يسوع: «أنت قلت! وأيضا أقول لكم: من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا على سحاب السماء». }ـ
ـ{ انجيل مرقص إ 14} {ع 61  أما هو فكان ساكتا ولم يجب بشيء. فسأله رئيس الكهنة أيضا: «أأنت المسيح ابن المبارك؟»
ـ{ انجيل مرقص إ 14} {ع 62  فقال يسوع: «أنا هو. وسوف تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا في سحاب السماء». }ـ

ـ{ انجيل لوقا إ 22} {ع 67  قائلين: «إن كنت أنت المسيح فقل لنا». فقال لهم: «إن قلت لكم لا تصدقون }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 22} {ع 68  وإن سألت لا تجيبونني ولا تطلقونني. }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 22} {ع 69  منذ الآن يكون ابن الإنسان جالسا عن يمين قوة الله». }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 22} {ع 70  فقال الجميع: «أفأنت ابن الله؟» فقال لهم: «أنتم تقولون إني أنا هو». }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 22} {ع 71  فقالوا: «ما حاجتنا بعد إلى شهادة؟ لأننا نحن سمعنا من فمه».
ملاحظة: كاتب انجيل يوحنا لم يذكر أن الكهنة كانوا قد طلبوا شهود بل لم يسألوه ان كان هو المسيح ولم يستهزؤوا منه كل ذلك لأنهم كانوا – بحسب يوحنا- كانوا قد سمعوا منه ذلك اكثر من مرة في الهيكل فمسيانيته حسب انجيل يوحنا كانت معلنه للجميع اما بحسب الاناجيل الازائية (متى ,مرقص ولوقا) كان الامر مخفيا عن اليهود ولا يعلمه الا تلاميذه.

رابعا: وبما أن كتبة ألأناجيل كتبوا ليقولوا أن المسيح هو الذي صلب وقام من الموت وليس يهوذا الذي سرقت جثته فمن البديهي: أن يأتوا بشهود على قيامته من الموت مما يعني أنه هو الذي صلب ودفن: لذلك  يرسلوا نسوة الى القبر ليسمعونا شهادة الملائكة بأنه هو المصلوب (أي ليس يهوذا) وبأنه قام من الموت (أي جثة المصلوب لم تسرق). وليقولوا للقاريء البسيط قبل الفين سنة ان الملائكة شهدت بقيامته بعد صلبه وطبعا الملائكة لا تكذب!!! واتعجب من قارئء القرن الحادي والعشرين انه يصدق هذا!!!

فاذا بينا أنه ليس هناك سبب لذهاب النسوة الى القبر اصلا, علمنا السبب وراء أختلاق هذه الرواية
سؤال: لماذا ذهب النسوة الى القبر صباح يوم ألأحد؟ ألجواب: بحسب مرقص ولوقا: ليدهنه بالاطياب
ـ{ انجيل مرقص إ 16} {ع 1  وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطا ليأتين ويدهنه. }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 24} {ع 1  ثم في أول الأسبوع أول الفجر أتين إلى القبر حاملات الحنوط الذي أعددنه ومعهن أناس. }ـ

السؤال الذي يطرح نفسه: هل كان من عادة اليهود أن يفتح قبر الميت بعد ثلاثة أيام من دفنه؟ ومن قبل نساء لدهن جسد رجل؟
هذا يوضح أن مرقص ولوقا لا يعلمون شيئا عن عوائد اليهود بالدفن.ثم ألم يعلموا أن الميت كان قد تم دهنه من قبل نيقوديموس ويوسف الرامي كما يخبرنا يوحنا؟

 ـ{ انجيل يوحنا إ 19} {ع 39  وجاء أيضا نيقوديموس الذي أتى أولا إلى يسوع ليلا وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منا. }ـ
ـ{ انجيل يوحنا إ 19} {ع 40  فأخذا جسد يسوع ولفاه بأكفان مع الأطياب كما لليهود عادة أن يكفنوا. }ـ
أما كاتب أنجيل متى يعلم عوائد اليهود بالدفن لذلك لم يذكر أن دهنه هو سبب ذهاب النسوة وانما قال فقط لتنظرا القبر:
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 1  وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. }ـ
ـ{ انجيل متى إ 28} {ع 6  ليس هو ههنا لأنه قام كما قال. هلما انظرا الموضع الذي كان الرب مضطجعا فيه. }ـ

سؤال: هنا في متى راينا ان المجلية جاءت عند الفجر وتبين له انه قام, كيف تأتي المجدلية بعد طلوع الشمس لتدهن الميت بحسب رواية مرقص?
ألمجدلية تأتي عند طلوع الشمس ومعها الحنوط لتدهنه!!!
ـ{ انجيل مرقص إ 16} {ع 1  وبعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطا ليأتين ويدهنه.
ـ{ انجيل مرقص إ 16} {ع 2  وباكرا جدا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس.


اذن رواية ذهاب النسوة الى القبر صباح ألأحد ملفقة لانتفاء سبب الذهاب ولختلاف الروايات بهذا الخصوص بالتالي تسقط الرواية كلها.
ويبقى السؤال: ما الهدف من وراء هذا الادعاء؟ ألجواب: الهدف القول أن المسيح هو الذي صلب وأنه قام بشهادة الملائكة بذلك. وهنا يثبت أن العكس هو الصحيح.

خامسا: وبما أن كتبة ألأناجيل كتبوا ليقولوا أن المسيح هو الذي صلب وقام من الموت وليس يهوذا الذي سرقت جثته فمن البديهي:أن يظهروا أن المسيح هو الذي صلب وقام من الموت وذلك لأن أثر المسامير كان في يديه وفي قدميه
توما الشكاك وأثر المسامير: أراد كاتب انجيل يوحنا أن يقول أن يسوع هو المصلوب لأنه كان في يديه وقدميه اثر المسامير
ـ{ انجيل يوحنا إ 20} {ع 24  أما توما أحد الاثني عشر الذي يقال له التوأم فلم يكن معهم حين جاء يسوع.
ـ{ انجيل يوحنا إ 20} {ع 25  فقال له التلاميذ الآخرون: «قد رأينا الرب». فقال لهم: «إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع إصبعي في أثر المسامير وأضع يدي في جنبه لا أومن». }ـ
ـ{ انجيل يوحنا إ 20} {ع 26  وبعد ثمانية أيام كان تلاميذه أيضا داخلا وتوما معهم. فجاء يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال: «سلام لكم». }ـ
ـ{ انجيل يوحنا إ 20} {ع 27  ثم قال لتوما: «هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا». }ـ
ـ{ انجيل يوحنا إ 20} {ع 28  أجاب توما: «ربي وإلهي». }ـ
ـ{ انجيل يوحنا إ 20} {ع 29  قال له يسوع: «لأنك رأيتني يا توما آمنت! طوبى للذين آمنوا ولم يروا». }ـ
يريد كاتب انجيل يوحنا ان يقول طوبى لمن آمن ان يسوع هو الذي صلب وقام من الموت وليس آخر سرقت جثته.

ألآن اذا علمنا أن توما كان موجودا في ظهور يسوع الاول لتلاميذه بالتالي قصة توما ملفقة. والسؤال: لماذا يفعل كاتب انجيل يوحنا ذلك ,ما هو الهدف من وراء اختلاق هذه الرواية. الجواب واضح: أنه يريد أن يقول أن أثر المسامير في يدي وقدمي يسوع ,وأثر الحربة في جنبه يدل على انه هو المصلوب وليس آخر.
وهل من يقوم جسده من الموت تبقى فيه اثر المسامير؟ أم انه احتاجها ليثبت لتلاميذه صدقه؟؟؟!!!!
أما في انجيل لوقا فتوما كان موجودا مع الآخرين في ظهور يسوع الاول لتلاميذه:
ـ{ انجيل لوقا إ 24} {ع 33  فقاما في تلك الساعة ورجعا إلى أورشليم ووجدا الأحد عشر مجتمعين هم والذين معهم
اذن بحسب لوقا الجميع كانوا موجودين بما فيهم توما مما يعني ان رواية يوحنا مفبركة والسبب واضح ليقول ان اثر المسامير والحربة دليل انه هو الذي صلب وليس يهوذا.

سادسا: وبما أن كتبة ألأناجيل كتبوا ليقولوا أن المسيح هو الذي صلب وليس يهوذا أبدع كل من يوحنا ولوقا حوارا بين المصلوب المعلق على الصليب وآخرين ليقولوا أن من كان معلقا على الصليب هو يسوع:فأدعى كاتب انجيل يوحنا : أن أم يسوع والتلميذ الذين كان يسوع يحبه كانا واقفين عند الصليب وذكر لنا الحوار التالي:

ـ{ انجيل يوحنا إ 19} {ع 25  وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية.
ـ{ انجيل يوحنا إ 19} {ع 26  فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه واقفا قال لأمه: «يا امرأة هوذا ابنك».
ـ{ انجيل يوحنا إ 19} {ع 27  ثم قال للتلميذ: «هوذا أمك». ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته. }ـ

وطبعا هذا الموقف لم يحدث للاسباب التالية:
1-            أن متى ومرقص ولوقا لم بذكروا ان ام يسوع كانت ضمن النسوة الموجودات وهي أحق بالذكر
2-            أن النسوة ومعهن  المجدلية كما جاء في متى ومرقص كانت من ضمن الواقفات بعيدا وليس عند الصليب
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 55  وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد وهن كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه }ـ
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 56  وبينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي وأم ابني زبدي. }ـ

ـ{ انجيل مرقص إ 15} {ع 40  وكانت أيضا نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي وسالومة }ـ

3-            أن الموقف لا يناسب مثل هذه الوصية وكان بامكانه ان يوصي بذلك بعد ان يقوم من الموت وليس وهو على الصليب
اذن رواية يوحنا هذه باطلة والسبب من وراء ذكرها: أن يقول للقاريء أن يسوع هو الذي كان معلقا على الصليب وليس يهوذا بدليل حديثه مع امه والتلميذ الذي كان يحبه على هذا النحو فلو كان المعلق يهوذا لماذا صدر منه ذلك.

ثم أن كاتب انجيل يوحنا كان عنده هدف آخر من جعل التلميذ الذي كان يسوع يحبه واقفا عند الصليب: وذلك ليهشد انه رأى عدم كسر ساقه وأنه طعن بالحربة وخرج الدم منه: لأنه اراد ان يجعل من المسيا الحمل الفصح . وهذا مبحث آخر سنتناوله فيما بعد ان شاء الله.
أما الرواية التي ابدعها لوقا ليقول أن المعلق على الصليب هو يسوع وليس يهوذا: أنه الف حوارا بينه وبين احد اللصين يفيد ان يسوع هو المعلق على الصليب:
ـ{ انجيل لوقا إ 23} {ع 39  وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلا: «إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا!» }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 23} {ع 40  فانتهره الآخر قائلا: «أولا أنت تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه؟ }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 23} {ع 41  أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا وأما هذا فلم يفعل شيئا ليس في محله». }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 23} {ع 42  ثم قال ليسوع: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك». }ـ
ـ{ انجيل لوقا إ 23} {ع 43  فقال له يسوع: «الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس». }ـ
طبعا هذا الموقف ايضا لم يحدث للاسباب التالية:
1-   أن كلا اللصين بحسب متى ومرقص كانا يعيرانه: وشهادة اثنين اقوى من شهادة واحد
ـ{ انجيل متى إ 27} {ع 44  وبذلك أيضا كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه. }ـ
ـ{ انجيل مرقص إ 15} {ع 32  لينزل الآن المسيح ملك إسرائيل عن الصليب لنرى ونؤمن». واللذان صلبا معه كانا يعيرانه. }ـ
2-   أن يسوع لم يصعد الى الفردوس في نفس اليوم بل نزل الى الهاوية [4] لمدة ثلاث أيام التي قضاها ميتا نزلت روحه الى الهاوية ليكرز للارواح التي في الجحيم فكيف يقول للص "اليوم تكون معي في الفردوس؟
الخلاصة :أني أثبت من خلال هذه القراءة بين السطور أن  كتبة ألأناجيل اعترفوا - ضمنا وان لم يعترفوا لفظا- أنهم يكتبون لنفي القاء شبه المسيح عليه الصلاة السلام على يهوذا.

في الختام أقول: أن كل مسيحي يصر على أن المسيح هو المصلوب يكون يهوذا آخر. لأن يهوذا كما جاء بحقه على لسان داود متنبا عن خيانته لنبيه ومعلمه المسيح:
ـ{ المزامير إ 109} {ع 17  وأحب اللعنة فأتته ولم يسر بالبركة فتباعدت عنه. }ـ
وتنبأ عن القاء شبه المسيح على يهوذا فقال:
ـ{ المزامير إ 35} {ع 8  لتأته التهلكة وهو لا يعلم ولتنشب به الشبكة التي أخفاها وفي التهلكة نفسها ليقع. }ـ
فلا تكن أيها المسيحي يهوذا آخر :تحب اللعنة للمسيح باصرارك انه هو الذي صلب, فتأتيك أنت اللعنة وتتباعد عنك البركة كما أتت يهوذا  اللعنة بصلبه هو بدل المسيح وتباعدت عنه البركة
فلا تصدق أن المسيح صلب وأصبح لعنة بصلبه كما قال بولس (غل أ3 ع13 ) لأنها في ألآخرة ستأتيك انت:
ـ{ الرسالة الى غلاطية إ 3} {ع 13  المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: «ملعون كل من علق على خشبة». }ـ
 السلام عليكم   
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين





هناك تعليق واحد:

  1. يا عيني علي الهبل الكهنة حيسمحوا بانتشار اشاعة ان المسيح صلب وقام لانهم خافوا ان يقولوا ان الله ضحك علينا واوهمنا واوهم كل من شاهد ان المصلوب عيسي وهو اخر

    ردحذف